عاجل نيوز:
في إطار حرص المملكة على تعزيز قدراتها في مجالات السلامة والاستجابة السريعة للطوارئ، كشفت المديرية العامة للدفاع المدني عن طائرة بحث وإنقاذ متطورة خلال مشاركتها في معرض “إنترسك السعودية 2025” الذي تستضيفه العاصمة الرياض، في حدث جمع أبرز الجهات الأمنية والتقنية تحت سقف واحد.
إقرأ ايضاً:
وزارة الموارد البشرية تطلق مبادرة تصحيح أوضاع العمالة المتغيبة عن العملوزير المالية يوضح أهداف ميزانية 2026 لتعزيز الاستدامة المالية والنمو الاقتصادي“مدينة الملك سلمان الطبية” تسجّل “معجزة نادرة”.. قلبان صغيران يلتقيان بعد انتظار طويل”الأحوال المدنية” تواكب التحول الرقمي.. خدمة طال انتظارها تصل إلى منصة أبشر
الطائرة الجديدة صُممت بهيكل قوي يتيح لها مقاومة الظروف الجوية القاسية، ما يجعلها أداة فاعلة في دعم عمليات الدفاع المدني الميدانية، خصوصًا في الحوادث التي تتطلب تدخلًا سريعًا في مناطق يصعب الوصول إليها بالوسائل التقليدية.
وتستطيع الطائرة التحليق لمدة تصل إلى ساعة كاملة، وهو زمن كافٍ لإتمام مهام معقدة مثل البحث عن المفقودين أو إيصال المساعدات الأولية في حالات الطوارئ، بينما يصل مداها إلى ما بين 15 و20 كيلومترًا، ما يمنحها قدرة تغطية واسعة للمناطق المستهدفة.
وتتميز بقدرتها على حمل أطواق النجاة والمعدات الطبية العاجلة، إضافة إلى إمكانية توصيل الإمدادات الضرورية للمصابين في موقع الحدث، وهو ما يعزز من دورها كأداة دعم حيوية في عمليات الإنقاذ البحري والبري على حد سواء.
كما زُوّدت بكاميرات عالية الدقة تعمل نهارًا وليلًا، ما يمنح فرق الإنقاذ صورًا مباشرة تساعدهم في تقييم الموقف بدقة، إلى جانب كشاف ضوئي قوي يسهل العمل في البيئات المظلمة أو أثناء الليل.
وتحتوي أيضًا على مكبر صوت ثنائي الاتجاه، يتيح التواصل مع المحاصرين أو المفقودين، ويوفر وسيلة توجيه وإرشاد سريعة خلال عمليات الإخلاء، وهو ما يعكس التفكير العملي في تصميمها.
ويأتي استعراض هذه الطائرة في “إنترسك السعودية 2025” ضمن توجه المملكة لتبني أحدث الحلول التقنية في مجالات الأمن والسلامة، في وقت تتصاعد فيه التحديات المرتبطة بالكوارث الطبيعية والحوادث الطارئة.
ويُعد هذا المعرض منصة رائدة لعرض الابتكارات المتقدمة في مجالات الحماية ومكافحة الحرائق والدفاع المدني، حيث يشارك فيه عدد كبير من الشركات المحلية والعالمية المتخصصة.
وتحرص المديرية العامة للدفاع المدني على الاستفادة من هذه الفعاليات لتعزيز قدراتها وتبادل الخبرات مع الشركاء الدوليين، بما يضمن جاهزيتها لمواجهة مختلف السيناريوهات.
وتكتسب هذه الخطوة أهمية خاصة في ظل الرؤية الوطنية الطموحة التي تركز على رفع مستوى الاستعداد والاستجابة السريعة، باعتبارها عناصر أساسية لحماية الأرواح والممتلكات.
كما تأتي في سياق التوسع في استخدام الطائرات بدون طيار في القطاعات الأمنية والإنسانية، حيث أصبحت هذه التقنية أداة رئيسية لتقليل المخاطر وتحسين سرعة التدخل.
وتعكس هذه المبادرة إدراك المملكة لأهمية دمج الابتكار التكنولوجي بالعمل الميداني، ما يفتح المجال أمام حلول أكثر ذكاءً وكفاءة في إدارة الكوارث.
ويرى خبراء أن الطائرة الجديدة تمثل نقلة نوعية في قدرات الدفاع المدني، إذ تتيح إمكانات عملية تضاهي نظيراتها في الدول المتقدمة، مع مراعاة خصوصية البيئة المحلية.
ومن المتوقع أن يسهم إدخال مثل هذه التقنيات في تقليل زمن الاستجابة للحوادث، وتحسين فرص إنقاذ الأرواح في الحالات الحرجة التي تتطلب كل دقيقة فيها قرارًا حاسمًا.
كما أن استخدامها لا يقتصر على الكوارث الكبرى، بل يمتد إلى الحوادث اليومية مثل الحرائق وحوادث الغرق وحالات الانهيارات، ما يجعلها أداة متعددة المهام.
ويدعم هذا التطور توجه المملكة إلى تعزيز استراتيجيات السلامة المجتمعية، حيث باتت التكنولوجيا عنصرًا رئيسيًا في بناء منظومة حماية متكاملة.
وبذلك يبرز “إنترسك السعودية 2025” كمنصة لا لعرض التقنيات الحديثة فقط، بل لترسيخ مفهوم أن حماية الأرواح والجاهزية للطوارئ أصبحت جزءًا أساسيًا من مسار التنمية المستدامة.
وتبقى الطائرة الجديدة شاهدًا حيًا على التقاء الابتكار الهندسي مع الرسالة الإنسانية، في صورة تعكس التزام الدفاع المدني السعودي بتوظيف أحدث الوسائل لحماية المجتمع وصون سلامته.
