عاجل نيوز:
أعلنت هيئة الغذاء والدواء في السعودية عن طرح مسودة لائحة فنية جديدة تستهدف تنظيم وجبات الأطفال التي تقدمها المنشآت الغذائية للمستهلكين خارج المنزل، وذلك في خطوة مهمة تعكس الاهتمام المتزايد بصحة النشء وحمايتهم من المخاطر الغذائية.
إقرأ ايضاً:
الجوازات توضح مدة صلاحية هوية المقيم وطريقة تجديدها إلكترونيًا عبر أبشروزارة الموارد البشرية تطلق مبادرة تصحيح أوضاع العمالة المتغيبة عن العمل“شرطة الرياض” تطيح بوافدين.. تفاصيل “عملية سلب غامضة” تكشف كواليس صادمة”مدينة الملك سلمان الطبية” تسجّل “معجزة نادرة”.. قلبان صغيران يلتقيان بعد انتظار طويل
وتسعى الهيئة من خلال هذه اللائحة إلى ضبط ممارسات المطاعم والمقاهي ومحلات العصائر التي تستهدف الأطفال، حيث شددت على ضرورة الإفصاح عن السعرات الحرارية بشكل واضح في قوائم الطعام المخصصة لهم.
وأكدت الهيئة أن اللائحة الجديدة تفرض إلزامية وضع أيقونة تدل على المدة الزمنية اللازمة لممارسة رياضة المشي لحرق السعرات الحرارية الموجودة في كل وجبة، وهو إجراء توعوي يهدف إلى ربط العادات الغذائية بالنشاط البدني.
كما نصت المسودة على ضرورة الإفصاح عن جميع المكونات التي قد تسبب الحساسية للأطفال، وذلك لضمان حماية الفئة الأكثر عرضة للتأثر من أي مكونات قد تكون مخفية في الوجبات أو المشروبات.
وأشارت الهيئة إلى أن اللائحة تحظر بشكل واضح تقديم المشروبات المحلاة مع الوجبات المخصصة للأطفال، حيث يقتصر الخيار الافتراضي على العصائر الطبيعية أو الحليب أو اللبن غير المنكه أو الماء فقط.
وبالفعل تتيح المسودة للمنشآت الغذائية المرونة في إضافة حصة من الفواكه أو الخضروات ضمن الوجبة، بما يضمن توازنها الغذائي وتعزيز الخيارات الصحية التي يتلقاها الطفل في سن مبكرة.
كما تضمنت اللائحة متطلبات دقيقة فيما يخص العصائر الطازجة والخلطات والمشروبات في محلات العصائر والمطاعم والمقاهي، مع تحديد ضوابط صارمة تضمن الجودة وتقليل نسب السكر المضاف.
وفي جانب التسويق منعت الهيئة استخدام الشخصيات الكرتونية أو الخيالية أو الرموز الجاذبة للأطفال في الترويج للوجبات، معتبرة أن هذه الأساليب تستغل عاطفة الطفل وتؤثر على قراراته الغذائية.
وأوضحت أن الحوافز الترويجية مثل الهدايا أو الألعاب يمكن أن تبقى مرتبطة بالوجبات فقط في حال التزمت تلك الوجبات بنسبة محددة من العناصر الغذائية بحيث لا تتجاوز الحدود المسموح بها من الدهون والسكر والصوديوم.
وقد حددت الهيئة نسباً دقيقة لهذه المكونات، حيث يمنع أن تحتوي الوجبة على أكثر من 30% من الدهون الكلية من إجمالي الطاقة أو أكثر من 10% من الدهون المشبعة أو أكثر من 5% من السكر المضاف أو أكثر من 400 مليغرام من الصوديوم لكل حصة.
كما منعت الهيئة تماماً الإعلان عن الوجبات التي تتجاوز هذه الحدود، مؤكدة أن أي تجاوز سيعرض المنشأة إلى المساءلة والرقابة، وذلك في إطار حماية صحة المستهلك الصغير.
وفيما يخص قوائم الطعام، ألزمت اللائحة المنشآت بكتابة عبارة توعوية تؤكد أن الأطفال في عمر 4 إلى 13 عاماً يحتاجون ما بين 1200 و1500 سعرة حرارية يومياً مع مراعاة الفروق الفردية.
ويجب أن تظهر هذه العبارة بوضوح في جميع القوائم سواء الورقية أو الإلكترونية أو حتى في أماكن الطلب الخاصة بخدمة السيارات، وأن تكون مساوية في الحجم واللون والخط لكتابة أصناف الطعام.
وترى الهيئة أن هذه الخطوة تسهم في تعزيز وعي الأسرة السعودية، وتجعل الوالدين أكثر إدراكاً للاحتياجات الغذائية الفعلية لأطفالهم بعيداً عن الإعلانات المضللة أو الخيارات غير الصحية.
ويرى خبراء التغذية أن هذه الإجراءات تتماشى مع توجه المملكة نحو تعزيز الصحة العامة وربطها بأهداف رؤية 2030 التي تؤكد على بناء مجتمع صحي ونشط يدعم التنمية المستدامة.
وبالفعل فإن إدراج نشاط بدني مصاحب لمعلومة السعرات الحرارية يعد من أبرز الخطوات التوعوية التي من شأنها أن تدفع الأطفال وأسرهم إلى تبني سلوكيات صحية على المدى الطويل.
كما أن هذه اللائحة من شأنها أن تضع السعودية في طليعة الدول التي تعتمد لوائح متقدمة في مجال حماية غذاء الطفل، خاصة في ظل تصاعد القلق العالمي من السمنة وأمراض العصر المرتبطة بالنظام الغذائي.
وتؤكد هيئة الغذاء والدواء أن المسودة مطروحة للنقاش مع مختلف الجهات ذات العلاقة، على أن يتم اعتمادها بشكل رسمي بعد استكمال الملاحظات، لتصبح مرجعاً قانونياً ملزماً للمنشآت الغذائية في المملكة.
