تشير دراسة جديدة إلى أن الأطفال قد يصابون بالتسمم بالرصاص من التربة التي بنيت عليها منازلهم والأوساخ التي يعشقون اللعب بها.
ومن المعروف أن التعرض للرصاص له آثار واسعة النطاق ومدمرة للأطفال، حيث يمكن، في أعلى المستويات، أن يؤدي الرصاص إلى الإصابة بنوبات صرع أو الدخول بغيبوبة أو الموت أحيانا.
وفي المستويات الأدنى، فإن الأطفال المعرضين للرصاص يصابون بانخفاض مستوى الذكاء ومعدلات أعلى من المشكلات السلوكية والتعليمية، وكذلك مخاطر أكبر لفقر الدم والسرطان وأمراض الكلى.
ويمكن لأي شخص أن يتعرض للرصاص، ولكن المخاطر تكون أكبر بالنسبة للأطفال، ذلك لأن جزءا هاما من التنمية الطبيعية للأطفال هي استكشاف بيئتهم، ويفعلون ذلك باستخدام حواسهم الخمسة، بما في ذلك الذوق.
وقال الدكتور هوارد ميلكي، الأستاذ بجامعة تولين، والمؤلف الرئيسي للدراسة إن الأطفال الصغار معرضون بشدة للتسمم بالرصاص بسبب سلوكهم الطبيعي المتمثل في الزحف، واستكشافهم للبيئة من حولهم “باستخدام اليد والفم”.
ومن غير الواضح ما الذي يحدثه الرصاص في الخلايا البشرية بمجرد ابتلاعه، ولكن التأثيرات واسعة النطاق وسمّية.
وفي الولايات المتحدة، تم اعتبار الرصاص أحد أهم عوامل الإصابة بأمراض القلب، ويلقى عليه اللوم في التسبب بنحو 412 ألف حالة وفاة مبكرة كل عام.
كما يهاجم الرصاص الدماغ أيضا، ما يؤدي إلى نوبات صرع أو يتداخل مع النمو ويؤدي إلى انخفاض معدل الذكاء، وإلى جانب ارتفاع معدلات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وغيره من الاضطرابات السلوكية.
وأظهرت دراسات أجريت على الحيوانات أن الرصاص يمكن أن يسبب بالفعل بعض أنواع السرطان. وعلى الرغم من عدم وجود صلة سببية في البشر، إلا أنه تم ربط معدلات أعلى من سرطان الكلى بالتعرض للرصاص.
وفي أغلب الأحيان، لا يؤدي التعرض للرصاص مرة واحدة إلى حدوث مشكلات، بل إن التأثيرات تحدث عند التعرض المستمر أو المتكرر للرصاص.
وغالبا ما يكون التلف الناتج عن التعرض للرصاص أزليا، لكنه تراكمي أيضا، لذا فإنه كلما تم تقليل مستويات التعرض، تراجعت الآثار على الأطفال.
وعادة ما تكون مستويات الرصاص عالية بالقرب من الطرق السريعة والشوارع المزدحمة وفي المناطق الحضرية حيث تحول الغاز المحتوي على الرصاص إلى غبار غير مرئي يشكل جزءا من التربة.