«الأمل» يدخل مدار الكوكب الأحمر… والتاريخ

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

أعلنت الإمارات، أمس، أن أولى مهام «مسبار الأمل» المرسل إلى المريخ تمت بنجاح بعد الدخول إلى مدار الكوكب الأحمر، وذلك بعد التقاط غرفة العمليات إشارات أرسلها المسبار فور دخوله المدار، وكانت هذه الخطوة الجزء الأكثر خطورة في الرحلة، وذلك بعد أن عمل المسبار على إبطاء سرعته من 121 ألف كيلومتر في الساعة إلى 18 ألف كيلومتر فقط ذاتياً من خلال برمجته دون تحكم مباشر من المحطة الأرضية.

وبحسب المعلومات الصادرة، فقد أتم المسبار تلك العملية التي تستغرق 27 دقيقة منفرداً، ومن دون أي مساعدة من فريق المشروع، في حين ستكون الخطوة التالية الانتقال إلى «المرحلة العلمية»، حيث سيلتقط ويرسل أول صورة للكوكب الأحمر في غضون أسبوع.




وتعتبر الإمارات خامس دولة تصل إلى المريخ، بعد مهمات ناجحة سابقة، نفذتها الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، والهند.

ومن المفترض أن يبدأ المسبار في تكوين أول صورة كاملة للغلاف الجوي للكوكب الأحمر باستخدام معدات علمية متقدمة، وأن يواصل إرسال بيانات عن مناخ الكوكب الأحمر وغلافه الجوي لمدة عام مريخي ما يعادل 687 يوماً.

وبارك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ‏‫والشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة‬، للشعب الإماراتي والأمتين العربية والإسلامية على هذا الإنجاز التاريخي. ‏‫وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «مبروكين الوصول للمريخ وتسجيل التاريخ». وأضاف «نبارك لشعب الإمارات، نبارك لجميع الشعوب العربية والإسلامية، نبارك للبشرية وصول أولى بعثاتها في 2021 لكوكب المريخ، اليوم بدأت مرحلة جديدة من التاريخ العلمي العربي، مرحلة عنوانها الثقة، الثقة بأنفسنا وبشبابنا وبشعوبنا العربية، الثقة بأننا نستطيع أن ننافس بقية الأمم والشعوب».‬‬‬

وتابع «وصول (مسبار الأمل) هو إيذان ببدء احتفالات دولة الإمارات بعامها الخمسين، باليوبيل الذهبي، احتفالاتنا مختلفة علمية حضارية ملهمة؛ لأننا نحاول أن نبني نموذجاً تنموياً، نموذجاً يقول للشباب العربي، نحن أهل حضارة، وسنعيد استئناف حضارتنا بإذن الله بهم وبسواعدهم».

من جهته، قال الشيخ محمد بن زايد «نبارك للإمارات قيادةً وشعباً هذه الفرحة التي لا توصف بوصول ‫(مسبار الأمل) للمريخ، ولن ننسى الشيخ زايد وهذا اليوم يذكرنا به، رحلة الوصول للمريخ بدأت من الشيخ زايد وفريق عمل ‫(مسبار الأمل) ‬يتوجها اليوم».‬‬

وأضاف ولي عهد أبوظبي «يوم وطني ثانٍ في الإمارات، لحظة تحول كبرى في تاريخنا ومسيرتنا التنموية، نبارك لرئيس الدولة ولأخي محمد بن راشد والحكام وشعبنا الوفي… إنجاز استثنائي نهديه إلى زايد – طيب الله ثراه – كان يحلم بهذه اللحظة… وعيال زايد حققوا أمنيته بالإرادة والعزيمة والتصميم».

وزاد «وصول (مسبار الأمل) إلى المريخ، هو موعد مع التاريخ، الذي سيكتب أن إرادة التقدم الإماراتية انتصرت على كل التحديات، وأن الرهان على شبابنا المسلح بالمعرفة حقق أهم إنجاز علمي عربي في العصر الحديث، وإننا نستطيع تحقيق كل طموحاتنا، مهما بدت صعبة أو حتى مستحيلة».

وتابع «فخور بكم يا عيالي، وهذه أجمل انطلاقة للاستعداد للخمسين سنة المقبلة، إن شاء الله تكون البداية، وننتظر منكم الكثير في مشاريع الفضاء المقبلة».

وفي تغريدة نشرها على «تويتر»، قال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي «الإمارات تمنح الأمل للعرب».

وقالت السفارة الأميركية في الإمارات، في تغريدة في «تويتر»، «ألف مبروك لأهل الإمارات وصول مسبار الأمل إلى مدار المريخ»، وأضاف «أصبحت دولة الإمارات، خامس دولة في تاريخ البشرية تصل إلى المريخ عقب نجاح عملية (مسبار الأمل) في الوصول لمدار الكوكب الأحمر».

ومنذ انطلاقه في 20 يوليو (تموز) الماضي من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان على متن الصاروخ «إتش 2 إيه»، أتم «مسبار الأمل»، ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، مرحلتين من مراحل مهمته المريخية الستة، هما: مرحلة الإطلاق، ومرحلة العمليات المبكرة، وهو الآن على وشك إتمام المرحلة الثالثة وهي «الملاحة في الفضاء» التي استغرقت أطول مدة زمنية في الرحلة، وجرت فيها بنجاح ثلاث مناورات دقيقة لتوجيه المسبار، قبل أن تبدأ في التاسع من فبراير (شباط) 2021 المرحلة الرابعة والأكثر صعوبة ودقة وخطورة، وهي مرحلة الدخول إلى مدار المريخ، ويعقبها مرحلتان، هما الانتقال إلى المدار العلمي، وأخيراً المرحلة العلمية، حيث يبدأ المسبار مهمته الاستكشافية المرصود لها والخاصة برصد وتحليل مناخ الكوكب الأحمر.

وكانت رحلة «مسبار الأمل» فعلياً قد بدأت كفكرة قبل سبع سنوات، من خلال خلوة وزارية استثنائية دعا لها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أواخر عام 2013، حيث قاد عصفاً فكرياً مع أعضاء المجلس، استعرض فيه جملة أفكار استعداداً للاحتفال باليوبيل الذهبي لقيام الاتحاد في عام 2021، وقد تبنت الخلوة يومها فكرة إرسال مهمة لاستكشاف المريخ، كمشروع جريء.

وتتضمن أهداف «مسبار الأمل» عند وصوله بنجاح إلى مداره حول الكوكب الأحمر، تقديم صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ، وتكوين فهم أعمق بشأن التغيّرات المناخية على سطحه، ورصد الظروف المناخية للكوكب الأحمر على مدار اليوم وبين الفصول، ومراقبة الظواهر الجوية، كالعواصف الترابية والتغيرات في درجة الحرارة، ودراسة تأثير التغيّرات المناخية في تشكيل ظاهرة هرب غازَي الأكسجين والهيدروجين من غلافه الجوي. وسيجمع مسبار الأمل أكثر من ألف غيغابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ.

‫0 تعليق