التوبي.. الموت يخطف المدرب والمصوّر زكي المدلّي – صحيفة صُبرة الإلكترونية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

عاجل نيوز:

القطيف: جمال أبو الرحي



فقدت القطيف، مساء أمس الخميس، أحد أبنائها المخلصين السيد زكي علي هاشم المدلّي، الذي وافته المنية بعد ساعات من حضوره حفل زواج عائلة العصفور في مجلس التوبي، في وفاةٍ مفاجئةٍ هزّت مجتمع القطيف.

وُلد الفقيد في قرية التوبي عام 1966م (1386هـ)، ونشأ فيها محبًّا للعلم وحافظًا للقرآن الكريم منذ صغره. ورغم ظروفه القاسية التي حالت دون إكمال تعليمه بعد المرحلة الثانوية، إلا أنه التحق مبكرًا بـ شركة الاتصالات السعودية، واستمر فيها حتى تقاعده بعد سنوات طويلة من العمل.

عُرف السيد زكي منذ شبابه كمصوّرٍ شغوفٍ بتوثيق الحياة في القطيف؛ فجمع آلاف الصور التاريخية التي حفظت ملامح المكان والناس، من قلعة القطيف وحمّام أبو لوزة والعيون والسدود والنخيل، إلى ألعاب الطفولة الشعبية مثل التيلة والدوّامة والطنڨور، لتغدو عدسته مرجعاً بصرياً نابضاً بذاكرة المكان.

قبل وفاته بساعتين مباركاً لأسرة العصفور

غير أن القدر حرمه في عام 2002م من جزءٍ كبيرٍ من إرثه الفوتوغرافي حين تعرض منزله للسرقة أثناء سفره، ففقد أكثر من 8500 صورة نادرة تمثل ذاكرة القطيف القديمة، مما سبّب له صدمةً كبيرة جعلته يعزف عن التصوير لسنوات طويلة.

وفي السنوات الأخيرة، وجّه طاقته نحو المجال الرياضي، فأسّس أكاديمية “الرياضي المتألّق” لكرة القدم في بلدة التوبي، تستهدف الأطفال من سن الخامسة حتى الخامسة عشرة، وبدأت الدورة الجديدة في ملعب الميادين بعد عصر يوم وفاته مباشرة، وكأن القدر شاء أن تكون بدايته الأخيرة بين الناشئين الذين أحبّهم وربّاهم على الأخلاق والرياضة.

و رأس نادي التوبي لفترة من الزمن، كذلك نائب الرئيس بفترة رئاسة رضا القاسم لجمعية التنمية الأهلية بالتوبي، و هو كذلك عضو في الجمعية العمومية للتوبي

مع ابنه السيد عدنان

برحيله، فقدت القطيف رجلاً جمع بين الصورة والرياضة والأخلاق، بين الذاكرة والإنسان، بين الكاميرا والملعب.

رحم الله السيد زكي المدلي، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان.

صحيفة “صُبرة” تعزي عائلته الكريمة وجميع محبيه وأبنائه اللاعبين و مجتمع قرية التوبي.


‫0 تعليق

اترك تعليقاً